الميلانوما هى أكثر الأورام السرطانية التى تظهر بالجلد ، كما أنها أكثرها خطورة وتأثيرا ، وتنشأ نتيجة لوجود خلل فى آلية تكاثر الخلايا الموجودة بالجلد المسئولة عن تكوين صبغ الميلانين ، الذى يعطى الجلد لونه المعتاد ، إذ يلاحظ أن هذه الخلايا تبدأ فى التكاثر بطريقة عشوائية وبمعدل سريع كما لو كانت أصيبت بالجنون والخلل .
وتنشأ الميلانوما من وحمة قد تكون موجودة بالفعل أو ظهرت حديثا ، ولايوجد موضع معين يمكن من خلاله التنبؤ بظهور الميلانوما ، إذ أنها من الممكن لها أن تظهر بأى مكان بالجسم ، وخصوصا الأماكن الأكثر تعرضا للشمس كالوجه واليدين والساقين .. وينبغى الحذر والإنتباه تجاه أى شامة موجودة بالجسم ، وعموما فإن العلامات التحذيرية التى فى حالة ظهورها بأى شامة بالجسم ينبغى الذهاب إلى الطبيب فى الحال ، هى :
· إزدياد حجم شامة موجودة بالفعل أو متكونة حديثا ، ولو بقدر ضئيل .
· وجود أجزاء ملونة بها ، وخصوصا لو كانت زرقاء أو سمراء أو بنية اللون .
· إذا كانت هذه الشامة غير محددة المعالم ، أو لو كانت حدودها غير منتظمة ومتعرجة دون إستقامة واضحة .
وبمجرد ظهور الميلانوما فإنها تبدأ بالتغلغل داخل طبقات الجلد ، لتقوم بعد ذلك فى خطوات لاحقة بغزو الجسم ، وعلى أساس مدى الإنتشار يتم تحديد خطورة الحالة ، وقابليتها للعلاج من عدمه ، كذلك فعلى أساس المرحلة التى وصل إليها المرض ، يتم تحديد الطريقة العلاجية المستخدمة .
وعموما لابد فى البداية من أخذ عينة من الجلد ، بحيث فيها يتم إستئصال كامل للمنطقة التى تحتوى على الشامة المشكوك فى أنها ورم خبيث ، حيث يتم التعرف عليها من خلال المجهر الإلكترونى ، وتحديد ما إذا كانت شامة عادية ، أم أنها ميلانوما ذات طابع سرطانى خبيث .. كذلك يمكن من خلال هذه العينة تحديد مدى إنتشار الميلانوما فى حالة ثبوت الإصابة ، وتحديد الحاجة إلى إستئصال انسجة أخرى حول الميلانوما أم لا .
كذلك ينبغى فحص العقد الليمفاوية المجاورة ، وذلك للوقوف على مدى إنتشار الورم إليها من عدمه ، لذا وفى حالة ثبوت إصابة العقد الليمفاوية بالميلانوما ، فإن العلاج الإشعاعى والكيماوى يعدان أمرا حتميا فى مثل هذه الأمور ، مع ضرورة الإستئصال الجراحى للعقد الليمفاوية المصابة .. أما لو تخطت الإصابة العقد الليمفاوية لما هو أبعد ، فنخشى أن نعلن أن مثل هذه الحالات غالبا لاشفاء لها .
وختاما .. إستحدث العلماء مايسمى بإسم العلاج المناعى من خلال حقن الإنترفيرون ، والتى تهدف إلى تقوية الجهاز المناعى لمقاومة الميلانوما ، وعموما ماتزال هذه الطرق المستحدثة قيد التطوير والدراسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق